خرجت مختلف المدن المصرية أمس لدعم مطالب متظاهري العاصمة القاهرة، حيث لم تكن المحافظات الأخرى أقل توترا في الذكرى الثانية للثورة، مع اندلاع العديد من الصدامات بين آلاف المتظاهرين وقوات الأمن التي حاولت تفريقهم بالقوة، ما أدى إلى سقوط عشرات الجرحى في العديد من المدن، كان أكثرها سخونة محافظة الإسكندرية الساحلية، ومدينة السويس مهد الثورة، إضافة إلى مدن الأقصر والمحلة والاسماعيلية.

ففي الإسكندرية، لم يكن الوضع أفضل حالا من القاهرة، حيث احتشد آلاف المتظاهرين عقب أداء صلاة الجمعة أمام مسجد القائد إبراهيم وفي مناطق متفرقة بالمحافظة مطالبين بإسقاط الدستور وتصحيح مسار الثورة.

وظهرت مطالب في عروس البحر الأبيض بتطهير المحليات والإطاحة بالمحافظين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين وعلى رأسهم نائب المحافظ حسن البرنس، مؤكدين أن مصر «كبيرة على الإخوان المسلمين»، ومستندين بفشل قادة الإخوان في تدارك الأزمات التي يعج بها المشهد وأبرزها الأزمات الاقتصادية الطاحنة.

وأطلقت قوات الأمن قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين الذين رددوا هتافات: «الشعب يريد إسقاط النظام». وأفادت مصادر أمنية أن اشتباكات وقعت في حي كوم الدكة الشعبي بين أعداد كبيرة من المحتجين وعناصر من الشرطة على خلفية احتشاد المحتجين بمحيط المبنى الإداري للحي، ما أثار قلق الشرطة من احتمال اقتحامه. وأضافت المصادر أن عناصر الشرطة «أطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة وهاجمت المتظاهرين بالهراوات»، بالتوازي مع عمليات «كر وفر» بين الجانبين بشوارع الحي.

وقام ملثمون باقتحام مقر محكمة استئناف إسكندرية، وسمع دوي إطلاق نار ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات. وذكر التلفزيون الرسمي ان اشتباكات اخرى اندلعت كذلك بين الامن والمتظاهرين في محيط منطقة مجمع المحاكم المطل على البحر. وقدرت مصادر طبية عدد المصابين في المحافظة بـ18 شخصا.

وضع السويس

وفي محافظة السويس، شهد ميدان الأربعين، أشهر ميادين المحافظة الذي كان شاهداً من قبل على سقوط عشرات الضحايا أثناء الثورة، توافُد المتظاهرين الذين وقفوا دقيقة حداداً على أرواح الشهداء إلى الميدان ثم بدأوا فعالياتهم الثورية.

وطالب المحتجون بضرورة تطهير مؤسسات الدولة المختلفة من رموز النظام السابق وإسقاط الدستور والانتصار لمطالب الثورة، مؤكدين فشل الإدارة الحالية فيما وكل إليها من مهام. ورفض المتظاهرون دخول القنوات الفضائية إلى ميدان الأربعين.

وأوضحت مصادر أمنية أن عددا غير معلوم من المحتجين في المحافظة أصيب بحالات اختناق بفعل تعرضهم لغاز مسيل للدموع أطلقته عليهم عناصر من الشرطة للحيلولة دون قيامهم باقتحام ديوان عام المحافظة.

وضع الأقصر

وفي مدينة الأقصر، خرج مئات من أعضاء الحركات الثورية بمدينة الأقصر والتي تقع على بعد 800 كيلومتر جنوب القاهرة بتظاهرات انطلقت من ميدان «أبوالحجاج» وطافت شوارع وميادين «المحطة» و«سعد زغلول» و«صلاح الدين» و«التلفزيون» ثم عادت لـ«أبوالحجاج» حيث يعتصم المحتجون للأسبوع الثاني على التوالي.

المحلة الكبرى

في السياق، أفادت تقارير إخبارية وشهود عيان أن مجهولين هاجموا بالهراوات مئات من المتظاهرين بميدان الشون في مدينة المحلة الكبرى في محافظة الغربية شمال غرب القاهرة. وأوضحت المصادر أن المتظاهرين طردوا أولئك المهاجمين في الشوارع المحيطة بالميدان.

وفي مدينة الإسماعيلية، خرج المئات من المتظاهرين منددين بسياسات النظام. وأفادت تقارير أن مجهولين قاموا بإحراق مقر حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين.

وفي مسقط رأس مرسي، اندعلت اشتباكات أمام منزله في محافظة الشرقية.

وفي السياق، حطم متظاهرون في محافظة كفر الشيخ واجهة مبنى المحافظة بعد اقتحام مبناها وتكسير أبوابها. وقام المتظاهرون بإشعال إطارات السيارات في الدوران الرئيسي للمحافظة ما أدى لتوقف الطريق وتكدس السيارات.

وفي البحيرة، ألقى متظاهرون زجاجات المولوتوف على مبنى ديوان عام المحافظة دون حدوث إصابات. وأفادت تقارير وشهود عيان أن المتظاهرين اقتحموا المبنى.